إن ما بين الرجل والمرأة من فروق، ليست ناشئة عن اختلاف الأعضاء الجنسية، وعن وجود الرحم والحمل، أو عن اختلاف في طريقة التربية، وإنما تنشأ عن سبب جد عميق، هو تأثير العضوية بكاملها بالمواد الكيماوية، ومفرزات الغدد التناسلية، وإن جهل هذه الوقائع الأساسية هو الذي جعل رواد الحركة النسائية يأخذون بالرأي القائل: بأن كلا من الجنسين الذكور والإناث يمكن أن يتلقوا ثقافة واحدة وأن يمارسوا أعمالاً متماثلة، والحقيقة أن المرأة مختلفة اختلافاً عميقاً عن الرجل، فكل حُجَيرة في جسمها تحمل طابع جنسها، وكذلك الحال بالنسبة إلى أجهزتها العضوية، ولا سيما الجهاز العصبي، وإن القوانين العضوية (الفيزيولوجية) كقوانين العالم الفلكي لا سبيل إلى خرقها، ومن المستحيل أن نستبدل بها الرغبات الإنسانية، ونحن مضطرون لقبولها كما هي في النساء، ويجب أن ينمين استعداداتهن في اتجاه طبيعتهن الخاصة، ودون أن يحاولن تقليد الذكور، فدورهن في تقدم المدنية أعلى من دور الرجل، فلا ينبغي لهن أن يتخلين عنه.    فقرة من كتاب "الإنسان ذلك المجهول" اضغط هنا لتحميل الكتاب

الاثنين، 18 يناير 2010

الجهاد الصامت حتى الموت دفاعا عن الإسلام والمسلمين


عملا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "من رأى منكم منكرا" ومنذ أكثر من عام (خلال الأيام الأخيرة من حكم جورج بوش الابن) اختار الصحفي السوداني في الولايات المتحدة محمد علي صالح أسلوبا خاصا سماه "الجهاد الصامت حتى الموت" دفاعا عن الإسلام والمسلمين، ويقوم صالح بحملة فردية أمام البيت الأبيض في نهاية كل أسبوع رافعا لافتة كبيرة كتب على جانب منها "ما هو الإرهاب؟" وعلى الجانب الآخر "ما هو الإسلام؟".


وكان محمد علي صالح قد كتب مقال رأي في صحيفة "واشنطن بوست" يوم السبت شرح فيه الأسباب التي دفعته إلى استئناف "جهاده الصامت" أمام البيت الأبيض، وقد نشرت صحيفة واشنطن بوست صورته حاملا اللافتة أمام البيت الأبيض وكتب عليها سؤالي: "ما هو الإرهاب؟" و"ما هو الإسلام؟"، وبحروف صغيرة كتب الجملتين الآتيتين "يريد الرئيس (باراك) أوباما أن يحسن صورة أميركا في العالم الإسلامي، وأريد أنا أن أحسن صورة الإسلام والمسلمين في أميركا، وسأبقى هنا حتى الموت"

نص المقال المنشور:
وكتب محمد علي صالح في مقاله انه، في الحقيقة، بدأ هذا "الجهاد الصامت" قبل اكثر من سنة، خلال الايام الاخيرة للرئيس السابق بوش.

وكتب: " منذ سنة 1980، عشت وعملت في واشنطن مراسلا لصحف ومجلات عربية في الشرق الاوسط. ومنذ هجوم 11 سبتمبر سنة 2001، احسست بالحزن، والحيرة، والتوتر، والغضب بسبب سياسات الرئيس السابق جورج بوش نحو العالم الاسلامي. وبعد سنوات، وصلت الى قناعة بانها ليست الا حروبا خفية وغير مباشرة ضد المسلمين."

واضاف: "لاني لم اقدر على كتابة هذا الرأي في الصحف الاميركية، قررت ان اقف صامتا ووحيدا، مع السؤالين، امام البيت الابيض."

وقال محمد علي صالح انه ليس متظاهرا مثل بقية المتظاهرين.

وانه لا يصرخ، ولا يهتف، ولا يناقش احدا، ولا يتوتر، ولا يهيج، ولا يمشي يمينا ويسارا، ولا يصوم عن الطعام او الشراب، ولا يعسكر امام البيت الابيض، ولا يريط نفسه بسور البيت الابيض. وانه يحرص على الصمت، وعدم الدخول في نقاش مع احد (الا اجابة سريعة وهادئة وقصيرة على سؤال سريع، او من صحافيين).

وانه يقف في انتباه. ويرتدي بدلة انيقة غامقة اللون. وذلك لانه يعرف ان مظهره وسلوكه جزء من الحملة الفردية التي اعلنها.

وقال ان زوجته كانت تخطط لهما ليتقاعدا في ولاية فلوريدا الدافئة. لكنه قال لها انه، اذا اشتد برد الشتاء وصعب الوقوف امام البيت الابيض، يقدر على ان يعطي نفسه اجازة، ويذهبا الى فلوريدا.

وقال انه، عندما يكبر اكثر في السن، ولا يقدر على الوقوف امام البيت الابيض، يخطط لان ينتقل الى مكان قريب من البيت الابيض (بدلا عن منزله الحالي في بيرك، في ولاية فرجينيا، من ضواحي واشنطن العاصمة). ويستعمل كرسيا متحركا. وانه، في اعماق نفسه، واذا اراد الله، يريد ان يموت امام البيت الابيض وهو يحمل اللافتة.

وقال انه يأمل في جمع تبرعات خيرية كافية (عن طريق موقعه في الانترنـت) ليترك العمل الصحافي، ويتفرغ للجهاد الصامت امام البيت الابيض، وليس في عطلة نهاية الاسبوع فقط.

وقال انه، في السنة الماضية، توقف عن خطته، وعن الوقوف امام البيت الابيض بعد ان صار باراك اوباما رئيسا. وبعد ان ذهب الى القاهرة، والقى خطابا الى العالم الاسلامي. وبعد ان قال انه يحترم المسلمين، ويريد حوار سلميا معهم. وبعد ان وعد بالضغط على اسرائيل للتوقف عن بناء مستوطنات في الارضي الفلسطينية. وبعد ان امر الموظفين الاميركيين الا يستعملوا عبارة "الحرب ضد الارهاب".

لكن، قال صالح، انه، بعد سنة لاوباما في البيت الابيض، اقتنع بانه ليس الا سياسيا مثل غيره من السياسيين. وانه يقدم وعودا ليفوز في الانتخابات. وبعد ان يفوز، يخط ليفوز مرة اخرى في الانتخابات. وانه، لهذا، لا يملك الشجاعة ليحاور العالم الاسلامي. وليضع نهاية للظلم الامريكي الواقع على المسلمين بأسم ما يسمى "الحرب ضد الارهاب." وقال صالح انه هو، لهذا، قرر العودة الى "الجهاد الصامت، حتى الموت، امام البيت الابيض."

وقال صالح انه، خلال السنوات القليلة الماضية، لاحظ ان المسلمين في العالم الاسلامي غاضبون على الولايات المتحدة لانها:

اولا: تحتل دولتين مسلمتين (افغانستان والعراق)،

ثانيا: تضرب دولتن مسلمتين (باكستان والصومال)،

ثالثا، هددت وتهدد بضرب دولتين مسلمتين (سوريا وايران).

رابعا: الأن تفكر في التدخل في دولة مسلمة (اليمن).

وقال محمد علي صالح: "اعتقد ان مشكلة اوباما الاساسية هي انه لا يفهم، او لا يريد ان يعترف، بأن القرأن الكريم يقول للمسلمين المؤمنين ان من حقهم ان يقفوا في وجه الظلم. خاصة من غير مسلمين. وخاصة في صورة احتلال عسكري."

واشار صالح الى الامريكيين المسلمين الخمسة الذين اعتقلوا في باكستان بتهمة الارهاب. وانهم، في الاسبوع الماضي امام محكمة باكستانية، قالوا انهم ليسوا ارهابيين، ولكنهم مجاهدون. وان هناك فرقا بين الارهاب والجهاد. وقال صالح انه لا يريد ان يدخل في نقاش هل هم ارهابيون او مجاهدون؟ وهل سيكونوا شهداء او انتحاريين؟ وهل يجب ان يحاكموا في محكمة مدنية او عسكرية؟

لكن، قال صالح، ان القرأن الكريم فرق بين المسلمين والمؤمنين. وانه امر المؤمنين بالجهاد لمواجهة الظلم. وذلك بالتضحية بالوقت، ثم المال، ثم العائلة، ثم الروح. وان هذه اشياء بين الانسان وربه، ولا يقدر احد على ان يتدخل فيها.

واعترف صالح بأنه لا يرى ان اسلامه وصل الى مرحلة الايمان القوى. وانه لا يقدر على ان يضحى بماله (لانه لا يملك مالا حتى يغطى حاجته). ولا يقدر على ان يضحي بعائلته (لأنه وقد كبر في السن يريد ان يكون قريبا من عائلته). ولا يقدر على ان يضحي يحياته (لانه لم تبقى له حياة طويلة).

وقال صالح انه، لهذا، خطط لما يراه اضعف الايمان، وهو "الجهاد الصامت، حتى الموت، امام البيت الابيض."

وانه، لهذا، وبمشيئة الله، سيواصل الوقوف امام البيت الابيض

اقرأ المزيد عن هذا الموضوع:

ليست هناك تعليقات:


كيف يمكنك تجنب تعقب هاتفك المحمول؟